*كلمة للنائب ملحم الحجيري في الذكرى 41 للإجتياح الصهيوني للبنان*

عاجل

الفئة

shadow


في السادس من حزيران عام 1982، بدأ العدو الصهيوني اجتياحاً للبنان وصل إلى احتلال عاصمته بتواطؤ وعمالة ومشاركة ميدانية من ميليشيات طائفية لبنانية تصم اذاننا اليوم بنغمة "السيادة"، وايضا بمعاونة وتنسيق جهاز رسمي لبناني اشتهر بإرسال السيارات الملغمة إلى الأحياء السكنية وبخلق التوترات في المناطق الوطنية كمهمة مطلوبة تساهم في تحضير مسرح المؤامرة، مستفيداً من الخروقات التي إعترت جسد المقاومة الفلسطينية.

 صحيح أن سقوط المدن والقرى كان سريعا، والصحيح ايضاً أن المقاومة الفلسطينية والقوات المشتركة كانا بإمكانهما الإستعداد الأفضل لمواجهة الإجتياح مع معرفة قادة المقاومة الفلسطينية بحصوله مع إختلاف في التقدير إلى الحدود التي سيصلها هذا الاجتياح.

 لكن الصحيح والحقيقة إن  تصدياً بطولياً وارادة القتال باللحم الحي وملاحم عز وشرف سطرها المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون في اماكن عدة منها: في قلعة الشقيف والرشيدية وعين الحلوة وصيدا وخلده والسلطان يعقوب والمتحف.... وواجهوا ببسالة الغزاة خلال حصار بيروت التي احترقت ودمرت، قاتلوا بشرف وتصدوا ببطولة واعاقوا خطط الاحتلال واذلوا قادته وضباطه، واستشهدوا واقفين كالأشجار. 

وأنا أجزم ومن موقع مسؤولياتي النضالية انذاك انه حتى بعد مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت ما كان باستطاعة جنود الاحتلال دخول سيدة العواصم العربية او اقله ان دخولهم كان سيستغرق وقتا طويلا وسينتزفهم، لولا تنطح الحكم اللبناني واداته المخابراتية ومسارعته آنذاك إلى ازالة العوائق والتحصينات والدشم وحقول الألغام المزروعة حول بيروت لمنع تقدم الاحتلال، فبئس نظام لبناني عميل وبئس جرافات ازالتها وبئس مشروع سياسي مذهبي أطل حينها.

ومع ذلك سجل الوطنيون اللبنانيون مواجهات ضد القوات الغازية لبيروت، في الطريق الجديدة والمزرعة والبسطا وعين المريسة والمصيطبة والكولا وصبرا والفاكهاني... هل لنا ان نذكر بتفجير راجمات الصواريخ على جسر سليم سلام في قوافل الدبابات الصهيونية الغازية.
ظن المحتلون ان احتلالهم سيكون نزهة وسيُخلد نظام لبناني رئيسه منصب بفوهات دباباتهم، لكنهم خسئوا، وما عرفوا ان مقاومين ابطال ستكون لهم كلمة الفصل في الميدان. فكانت مقاومة وطنية اسلامية باسلة قضت مضاجع الإحتلال وادواته اللبنانية واذلت جنوده واسقطت اتفاق 17  أيار وحكم  منصب بالدبابات الاسرائيلية وطردوا الحلف الاطلسي المتدثر عباءة القوات المتعددة الجنسيات، وهذا ماكان ليحصل ايضا لولا القرار الجريء للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في المواجهة والتصدي وضرورة تغيير المعادلة التي ترتبت جراء الاجتياح.
   قاومت العين المخرز، صمد شعبنا وكان  الإنتصار وتحررت القرى والمدن والمناطق وصولا الى التحرير عام 2000،  تحرر الوطن بالمقاومة وليس بالمساومة، ولعله من المفيد تذكير من يطالبون بضرورة وجود إجماع وطني حول عمل المقاومة بان فئات وشخصيات واحزاب وميليشيات لبنانية كانت تزرع الورود في بنادق الجيش الاسرائيلي المحتل يوم كان المقاومون الوطنيون بكل فصائلهم يزرعون النار في صدر جنود العدو. 
وإن عدتم عدنا....

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة